غــــــــــــــــــــــــــــــــرائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
1 ـ لالة زيما: معلمة جغرافية، عبارة عن سبخة تستخرج منها مادة الملح، يعود تكوينها إلى الزمن الجيولوجي الثاني، حولها الخيال الشعبي إلى امرأة رمز العطاء والخصوبة... يجتم قبرها أسفل نخلة ( علما أنه غير موجود أصلا ) ناطحت بسعفها السماء، وزركشت أغصانها بملابس داخلية لنساء وفتيات يعتقدن بأن التخلي عن هذه الملابس هو تخلي عن سوء الحظ وجلب لحسن الطالع تباركه الزيارة وتضمنهه لالة زيما.
الزيارات تتعدد، والشموع تضيء كل ليلة فضاء النخلة، والدعاء يرفع باسم لالة زيما، الكثير من سكان مدينة الشماعية ومنطقة احمر يعتقدون أنها امرأة صالحة، وولية من أولياء الله الصالحين، لكن المصادر التاريخية والتكوين الجيولوجي للمنطقة يقولان العكس. ( أنظر بورتره " زيما " بين الأسطورة والواقع ).
2 ـ من الغرائب التي تروى عن الولي الصالح الحاج التهامي الأوبيري ـ أحد علماء منطقة احمر والمغرب في الثلث الأول من القرن 19 ـ والتي تدخل في باب الكرامات، أنه كان يعلم الجن، وكل من قادته الأقدار لزيارة زاويته المتواجدة على بعد 10 كلم من مدينة الشماعية في اتجاه الجنوب الغربي، فبعدما تقدم له شروح عن تاريخ الزاوية وعن الولي الصالح الحاج التهامي وعن الطلبة الذين درسهم، يتم اقتياده إلى غرفة أغلق بابها بشباك حديدي ويقال له: ( هنا كان يدرس الولي الصالح الجن ).
ومن الغرائب الأخرى أن امرأة سرق منه أحد الجنيين ابنها، فاتصلت بالولي الحاج التهامي، فطمأنها ووعدها بإرجاع ابنها في مكان وتاريخ محددين، وفي المكان واليوم المتفق عليهما جلست المرأة تنتظر عودة ابنها وإذا بها تشاهد مجموعة من أشخاص راكبين على جياد بيضاء بتقدمهم زعيمهم حاملا معه ابنها فتقدمت إليه وقبل أن يسلمها ابنها قال لها سلمي على الولي وقولي له ( خفف علينا ).
ومن الغرائب الأخرى التي تحكى عن الولي الحاج التهامي أنه أن السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام عندما عجزت مدافعه عن هدم زاوية الشرادي لكون قذائفها عندما كانت تصل إلى جدران الزاوية كانت تتحول إلى مياه، اتصل بالولي الحاج التهامي وطلب مساعدته، فكتب له هذا الأخير كتابا كان سببا في هزم الشرادي وهدم زاويته.
والحاج التهامي الأوبيري الحمري المعروف بالصلاح بمنطقة احمر هو من مواليد الربع الأول من القرن 18 م بزاويتهم التي تحمل اسمه ( زاوية الحاج التهامي )، درس في بداية أمره بزاويتهم، ثم في مدارس عبدة ودكالة والشياظمة... لينتقل بعد ذلك إلى مراكش حيت أخذ عن أهم أساتذتها آنذاك مثل الشيخ أحمد بن الطاهر الأندلسي، والشيخ مولاي علي البوعناني، والشيخ سيدي أحمد الشاوي...
ومن هذه الأخيرة انتقل إلى فاس حيت أخذ عن أهم أعلامها بمن فيهم العلامة الشيخ التاودي، والعلامة محمد بن عبد السلام الفاسي، والشيخ الطيب بن كيران، والشيخ محمد بن الطاهر الهواري، والشيخ العربي بنيس...
كما درس الحاج التهامي بمصر والحجاز على يد كل من الشيخ علي الضرير، والشيخ حسن البصري الضرير، والشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ الشافعية...
وقد ترك الحاج التهامي مجموعة من المؤلفات، تدل على سعة علمه وتضلعه في الكثير من الميادين، بما فيها الفقه والأدب والنحو والتاريخ والحساب... هذا إلى جانب إلمامه بمختلف العلوم الدينية، ومن أبرز هذه المؤلفات: "إتحاف لخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي " ألفه في ترجمة رفيقه عبد الله بن على بن مسعود الرجراجي السكياطي، فاستوعب التعريف به مع الاستطرادات نحو ثلث التقييد، ثم عقب بذكر شيوخ المترجم بمراكش وما إليها وفي فاس، وعرف بهم في تراجم وجيزة أو موسعة.
ويبقى محمد التهامي بن محمد بن امبارك بن مسعود الأوبيري الحمري، الفقيه، والمؤرخ، والرحالة، والشاعر، والأديب... منارة علمية ودينية في تاريخ المنطقة وتاريخ المغرب خلال الثلث الأول من القرن 19 م، تحتاج إلى التعريف بها أكثر والتنقيب عن مؤلفاتها.
3 ـ يشير ( أندري هارديي ) في كتابه ( سيدي الحاكم ) إلى أن مدينة الشماعية ابتداء من الأربعينيات من القرن الماضي، كانت تتوفر على مطار لاستقبال الطائرات، وعلى مستشفى صغير يوجد به طبيب والعديد من الممرضين، كما كانت تتوفر على ملعب للفروسية، وملعب لكرة المضرب، ومسبح، وملعب لكرة القدم، وحدائق تسقى من مياه الآبار التي كان يقارب عددها العشرة، والغريب هو أن المطار طمس، والملاعب كلها هدمت باستثناء ملعب كرة القدم، والحدائق تحولت إلى بنايات إسمنتية، والمستشفى أضيف له طبيبان وتقلص عدد الممرضين.
أرقــــــــــــــــــــــــــام
تقع مدينة الشماعية على المحور الطرقي الرابط ما بين مراكش وآسفي من جهة، والدار البيضاء وأكادير من جهة ثانية، و تبعد عن عاصمة الإقليم ( آسفي ) ب 68 كلم، وهي مركز مستقل عرف نموا ديمغرافيا مضطردا، انتقل من 2000 نسمة سنة 1940 إلى 11805 ستة 1982 ثم 18010 نسمة سنة 1994 ف 22 ألف نسمة سنة 2004، ورغم أهمية هذه الأرقام فسكان مدينة الشماعية يشكون في صحتها بسبب الزيادة الطبيعية التي لا زالت مرتفعة بالمدينة، وارتفاع نسبه هجرة القرويين إليها، بحكم توالي سنوات الجفاف.
وتمتد مدينة الشماعية على مساحة 19 كلم، وتضم 22 ألف نسمة موزعين على 4024 أسرة، أغلبهم من أصول حمرية.
وتشكل الفلاحة وتجارة التقسيط بالإضافة إلى الصناعة التقليدية بصنفيها ( الخدماتي والفني ) المورد الرئيسي لغالبية الفئات النشيطة بالمدينة ( 95.18 . /. ) مما يفسر محدودية دخل غالبية السكان، وارتباطه بالتقلبات المناخية، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمدينة.
فمدينة الشماعية لا تتوفر إلا على مركز صحي واحد، يعود للفترة الاستعمارية يقصده سكان المدينة والجماعات المجاورة، يعاني من قلة الأطر الطبية وقلة الأدوية... مما يؤثر سلبا على الواقع الصحي بالمدينة ومجالها.
وعلى المستوى التعليمي، لا تتوفر المدينة سوى على 5 مؤسسات للتعليم الأساسي تضم 3366 تلميذا، 1576 منهم من الإناث، وعلى مؤسستين للتعليم الثانوي الإعدادي تضمان 2545 متمدرسا 1088 منهم من الإناث، أما على مستوى التعليم الثانوي التأهيلي فلا تتوفر إلا على ثانوية واحدة تضم 909 من التلاميذ 394 منهم من الإناث، والملاحظ أن هذه المؤسسات لم تعد قادرة على استعاب الأعداد المتزايدة من المتمدرسين مما يتطلب التعجيل بتشييد مؤسسات أخرى.
/.م توفر المدينة على دار للثقافة ودار للشباب فإن تفعيلهما يبقى محدودا، كما أن فضاءاتهما لم تعد قادرة على تلبية الحاجيات المتزايدة لشباب المدينة الذي يشكل 50./ . من مجموع الساكنة.
هذا إلى جانب غياب وسائل الترفيه من حدائق ومسبح ومسرح وسينما...
ويزيد من حدة مشاكل المدينة وقاطنيها ضعف البنية التحتية بما فيها شبكة الصرف الصحي التي لا تغطي سوى 30. /. من الأحياء، والشبكة الكهربائية التي لا يستفيد منها سوى 70. /. من الأسر، هذا إلى جانب الضعف الحاصل في شبكة الماء الصالح للشرب، وشبكة الطرق التي لا تغطي سوى 1./. من المساحة العامة للمدار الحضري للمدينة.
المصطفى حمزة